مكتبات السودان

المكتبات الخاصة في السودان - ما لها و ما عليها

توجد العديد من المكتبات في السودان، و إنتشرت في الأونة الأخيرة ظاهرة المكتبات الخاصة، ففي هذا المقال سنأخذ فكرة عامة عن المكتبات في السودان، و في العاصمة الخرطوم بالتحديد في مدنها الثلاثة الخرطوم و أمدرمان و بحري، و سنركز على المكتبات الخاصة.

أنواع المكتبات

يمكننا في البدء أن نميز بين ثلاثة انواع من المكتبات، وهي:

  1. المكتبات العامة و الوقفية
  2. المكتبات الجامعية
  3. المكتبات الخاصة أو التجارية

المكتبات العامة

المكتبات العامة هي مكتبات تنشأها الدولة و تكون مفتوحة للجميع، و من أمثلتها: مكتبة أمدرمان الكبرى و مكتبة حافط الزاكي في بلدية أمدرمان و غيرها. وهنالك مكتبات عامة يوقفها اشخاص او منظمات مثل مكتبة البشير الريح بإمدرمان، و مكتبة مسجد الشهيد بالخرطوم و مكتبة قرطبة بالحاج يوسف ببحري. و يمكن أن ندرج تحت هذا التصنيف أيضا بعض مكتبات المؤسسات التي تفتحها كخدمة للمجتمع مثل مكتبتي سوداتل و بنك فيصل بالخرطوم.
تشترك كل هذه المكتبات بأنها عامة أي مفتوحة للجميع و الهدف منها ليس ربحي، فتكون مجانية، أو بإشتراك زهيد مقارنة بالخدمات التي تقدمها. يعاب على المكتبات الخاصة أنها تعرضت لإهمال كبير جدا، فنجد أن المباني في أكثرها قديمة جدا، و الكتب بها قديمة ولا توجد إصدارات حديثة، كذلك لا توجد بها خدمات مثل مجانية الإنترنت. و مع ذلك نجد أنها ممتلئة بالمرتادين.

المكتبات الجامعية

تعتبر الأفضل من حيث وفرة الكتب و البنية التحتيه. لكن يعاب عليها أنها في الغالب مغلقة على طلاب الجامعة. و كذلك بدأت تتدهور خدماتها مع الوضع العام للتعليم في السودان. مما أدى إلى قلة ساعات الدوام، و الكتب صارت قديمة وغير محدثة. إضافة إلى بعد مسافة الجامعة من بعض الطلاب. لكنها تظل الخيار الأمثل خصوصا لمن يسكن في الداخليات وبالقرب من الجامعات. و يمكن أن نضمن في هذا التصنيف مكتبات المدارس وبعض المؤسسات التي تحصر مكتباتها على موظفيها.

المكتبات الخاصة

النوع الثالث وهي المكتبات الخاصة أو التجارية وقد انتشرت جداً في الآونة الأخيرة خصوصا في فترة ماقبل ثورة 2019 وما قبل الكورونا 2021. وتشترك في أن الطالب يدفع مبلغ مادي للدخول والإستفادة من خدمات المكتبة.



أسباب إنتشار المكتبات الخاصة

تعتبر المكتبات الخاصة استثمار ناجح جداً خصوصا في بداية ظهورها (في الفترة تقريبا بين 2015-2019)، وذلك لقلة الكلفة التشغيلية، فتحتاج إلى مباني و كهرباء فقط، وكذلك زاد روادها، و من الأسباب أيضا انتشار الجامعات الخاصة. في بعض الاحصائيات الرسمية توجد في السودان ٣٣ جامعة حكومية و ٢٠ جامعة خاصة بإسم جامعة و حوالي ٩٠ كلية جامعية خاصة، والواضح أن معظم هذه الجامعات و الكليات الخاصة تتركز في العاصمة الخرطوم، و في مدينة الخرطوم تنحصر معظمهعا في مناطق مربع ما بين شارع المشتل و شارع عبيد ختم و شارع الستين و بداية شارع مدني. و الطريف أن هذه المنطقة أصبحت خصبة خصبة لاستثمار الداخليات و تبعتها المكتبات و مراكز التدريب و الكورسات.

تفاصيل المكتبات الخاصة

تعتبر المكتبات الخاصة عبارة عن مكان للقراءة أكثر من كونها مكتبات، فهي عبارة عن منازل أو شقق يتم إيجارها وعمل بيئة مكتبية فيها، ويدخل إليها الطلاب والمرتادين بمبلغ مادي يدفع بشكل يومي أو شهري. و يتم تقسيمها إلى غرف أو صالات للقراءة الصامتة و غرف أو صالات للمناقشة و صامته. و يتوفر بها إتصال إنترنت و بعض المرافق مثل الكافي و دورات المياه.

إيجابيات المكتبات الخاصة

هناك العديد من الإيجابيات التي جعلت المكتبات الخاصة هي الخيار الأمثل لكثير من الطلاب والقراء، و أحيانا تجد بعضها ممتلئ للآخر في بعض الأوقات، و من هذه الإيجابيات

  1. التوقيت: فبعضها يفتح أبوابه من زمن مبكر س ٨ ص حتى س ٩م، بعضها حتى ١٠ أو ١١م. حوالي ١٤ ساعة من العمل.
  2. الانتشار: صارت كثيرة جدا و تجد في كل حي وسطي مكتبه. و كذلك في معظم الشوارع الرئيسية.
  3. البيئة: فبالرغم من أن بعضها سيئة جداً. لكن كثير منها بعضها محترم ويقدم خدمات مريحة ففيها كراسي مبطنة مريحة و تكييف و واي فاي و كاميرات مراقبة وغيرها.
  4. الكهرباء : خصوصاً في فتره قطوعات الكهرباء فيوجد في بعضها بها مولد، كما توجد مقابس قريبة لشحن الموبايل و اللابتوب.
  5. المجتمع : البعض يحبها لأن بها مثل مجتمع الجامعة. خصوصاً للذين يدرسون في مجموعات، وبعضها بها حوش و كافتريا.

سلبيات المكتبات الخاصة

  1. عدم توفر الكتب: فالكتب غير متوفرة في أغلبها. و لأنها استثمار لا يسعى الكثير لتحمل تكلفة شراء والمحافظة على الكتب، فتعتبر مكان للقراءة أكثر مما هي مكتبة.
  2. غلاء الإشتراك: فيصل الاشتراك اليومي فيها لمبالغ ٢٥٠ جنيه إلى ل ٥٠٠ جنيه، أو أكثر، أي بما يعادل أكثر من 1 دولار في اليوم، فهذا لمبلغ يعتبر كبير خصوصا مع ضعف العملة المحلية وضعف الدخل، وكذلك معظم المرتادين من الطلاب، فلا يستطيعوا توفير هذا المبلغ بشكل يومي
  3. البيئة: كما أنها من الإيجابيات لكن بعض المكتبات تعتبر فيها سلبية، فالكثير منها ضيقة و تكييفها سيئ. كما أن بعضها بها قلة نظافة ولا يوجد مكان قريب للأكل.
  4. قلة المتابعة: كثير من المكتبات تبدأ بصورة جيدة، لكنها سريعا ما تتدهور، فتجد فها ازعاج في غرف الصامته، و بعض حالات السرقات، و لا يهتمون بالملاحظات و غيرها من قلة الإهتمام.

هل المكتبات الخاصة هي الحل؟

لا شك أن سبب إنتشار المكتبات الخاصة هو قلة و إهمال قلة العامة و الجامعية و كذلك قلة الدوام فيها، كما أن بعد المسافة يشكل مشكلة للبعض مع توسع العاصمة و صعوبة المواصلات. لكن بالرغم من ذلك تظل المكتبات العامة المجانية و المفتوحة هي الخيار الأنسب، لأنها ضمن الخدمات الأساسية التي تقدمها الدول لمواطنيها. فنتمنى عودة الإهتمام بالمكتبات العامة، حتى لا نحتاج للمكتبة الخاصة التي صارت واقعا في حياتنا.

لماذا يفضل الطلاب في السودان الدراسة في المكتبات بدلا من البيت؟

يلاحظ أن الطلاب السودانيين يحبون الإجتماعيات فيميلون للدراسة مع بعضهم أو الدراسة في المكتبات والأماكن العامة بدل البيت، لكن بصراحة يحتاج هذا الموضوع إلى البحث، فإذا كنت مهتم بهذا الموضوع أكتب لنا في التعليقات

أمثلة للمكتبات الخاصة

بدأت المكتبات الخاصة بالظهور و الإشتهار في العام 2015، و من أوائل المكتبات الخاصة المشهورة التي نشأت في الخرطوم هي مكتبة الرؤية الذكية، و تبعتها العديد من المكتبات، مثل مكتبة إقرأ و مكتبة ابن مسعود و مكتبة SMH، و مكتبة tulip، أما في أمدرمان فمن المكتبات الخاصة مكتبة النور و مكتبة success أما في بحري فهنالك مكتبة brilliance أو مكتبة الصافية و مكتبة 4m. وهذه نماذج للمكتبات التي زرتها بنفسي من دون أن يكون هنالك إعلان لأي مكتبة. و للأسف بعضها أغلق في وقت لاحق وظهرت مكتبات أخرى جديدة

تقييمك لتجربة مكتبة زرتها

في الأخير نرجو منك تقييم بعض المكتبات الخاصة التي ترتادها، مثلا بإعطاء 1 إلى 5 نجوم لكل من النقاط الآتية
  1. معقولية السعر مقارنة بالخدمات.
  2. التوقيت. زيادة زمن العمل
  3. ‏الوصول. من حيث قرب المواصلات، وتوفر باركنق. و المكان نفسه.
  4. البيئة. من حيث الوسع. والنظافة، والتهوية .
  5. ‏ الخدمات مثل الواي فاي والمتابعة.
وذلك حتى نعمل موسوعة أو دليل إرشادي لكل من يريد إستخدام المكتبات الخاصة.

لمشاهدة المزيد من المقالات والفيديوهات عن الخبرات والتجارب والأماكن (من هنا)

تعليقات